قطبان اثنان .. متعاكسان .. متضادان ..متنافسان ..
بطلان لرواية اسمها الليغا ..
و تبادلُ الأدوار هو ما يجعلُ للعرس نكهة و للحكاية بقية ..
المسرح واحد و الألوان واحدة ..
أبيض .. أزرق أحمر ..
و تختلف الوجوه و الجنسيات و تطغى على الأدء نكهات الشعوب ..
ابتكر مدريد المجرة .. و أصبحت حديث الناس ..
و كانت الفكرة من إبداع الثعلب بيريز ..
الكل صفق و هللّ و ارتفعت الضحكات و علا الهتاف لأن مدريد وقتها كان على الورق (فريق لا يخسر) ..
لنكن واقعيين ..
كلنا نحب المتعة والنجوم السينمائية و الأسماء الرنّانة و نحب على وجه الخصوص رؤوس الحربة و المهاجمين ..
برشلونة وقتها كان بطعم البرتقال .. و كانت الطواحين الهولندية تدور برفق مع أعاصير مدريد الإعلامية و مع حديث الشارع و الناس ..
فماذا حملت نهاية الفصل للعاصمة المتبرجة الجميلة ؟؟!
سقطت حسناء البيرنابيو صريعة جمالها ووقعت في شرك غرورها و أبكت ملايين العشاق بمواسم الجفاف و القحط ..
و خرجت مدريد بخُفّي حنين ..
و دار الدولاب ..
عرفت مدريد معنى أن تدور الطواحين و معنى أن يفوح البرتقال ..
و على الطرف الآخر من الخشبة كان الغريم القديم يجمع جواهر العالم في علبةٍ واحدة
فيها سحر باريس و عبق سان باولو و تانجو بيونس آيرس و عتمة الليل الإفريقي المهيب ..
و تذكر الناسُ المجرّة ..
هل تبدلت الأدوار حقاً ؟؟!!
برشلونة فريقٌ لا يهزم على الورق .. فهل يكون أسطورةً من ورق !!
يبتسم لابورتا قائدُ هذه العاصفة من التغيير .. و كأنه يعرفُ أن الكل سيقارن و أن الكلّ سيتذكر ما حل بالريال منذ أعوام ..
عودوا إلى الورق ..
لابورتا جمع الجواهر ..
و لكن لم تكن كلها لعقدٍ تضعه برشلونة على صدرها ..
تعلّم الدرس جيداً وأحضر المجموعة الكاملة ..
لم ينسَ الخواتم ..
لم ينسَ الأساور و الأقراط ..
البارشا هذا العام ليست فقط عروسٌ جميلة و إنما كاملة ..
النجوم ليسو نجوم خط هجومٍ فقط ..
و ليست أسماء بغض النظر عن المكان .. فالجغرافيا لها مكان في فكر هذا العبقري الذي عرف كيف يقرأ التاريخ ..
مدافع .. ظهير .. لاعب ارتكاز .. مهاجم .. مع باقي الترسانة .. جلاكتيكو من نوعٍ آخر ..
و حربُ البرتقال و الجواهر ستعود من جديد بشكلٍ آخر تماماً و المشهد لن يتكرر في هذا الفصل الذي يعد بالكثير ..
صبراً يا مشاهدي الليغا و يا محبي المتعة .. فالبطلان هذه المرة خرجا عن النص و بدأ ارتجالُ المشاهد ..
أبشروا بموسمٍ جميل .. و مشهدٍ سيشدنا نحو النهاية ..
أبشروا بواحدٍ من أجمل مواسم الليغا على الإطلاق ..
و أبشروا بحرب النجوم .. بين الجواهر و البرتقال ..